الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
.تفسير الآيات (6- 9): {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (6) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7) وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (8) أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (9)}.شرح الكلمات: {وإذ قال موسى}: أي اذكر إذ قال موسى.{يسومونكم}: يذيقونكم.{ويستحون نساءكم}: أي يستبقونهنَّ.{بلاء من ربكم عظيم}: أي ابتلاء واختبار، ويكون الخير والشر.{وإ ذ تأذن ربكم}: أي اعلم ربكم.{بالبينات}: بالحجج الواضحة على صدقهم في دعوة النبوة والتوحيد والبعث الاخر.{فردوا أيديهم في أفواههم}: أي فرد الأمم ايديهم في أفواههم أي اشاروا اليهم ان اسكتوا.{مريب}: موقع في الريبة..معنى الآيات: {واذ قال موسى لقومه} أي اذكر يا رسولنا إذ قال موسى لقومه من بني إسرائيل {اذكروا نعمة الله عليكم} أي لتشكروها بتوحيده وطاعته، فإن من ذكر شكر وبين لهم نوع النعمة وهي انجاؤهم من فرعون وملائه إذ كانوا يعذبونهم بالاضطهاد والاستعباد، فقال: {يسومونكم سوء العذاب} أي يذيقونكم سوء العذاب وهو اسوأة وأشده، {ويذبحون أبناءكم} أي الاطفال المولودين، لان النكهة أو رجال السياسة قالوا لفرعون: لا يبعد ان يسقط عرشك وتزول دولتك على أيدي رجل من بني إسرائيل فأمر بقتل المواليد فور ولادتهم فيقتلون الذكور ويستبقون الإناث للخدمة ولعدم الخوف منهن وهو معنى قوله: {ويستحيون نساءكم} وقوله تعالى: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم} فهو بالنظر إلى كونه عذاباً بلاء الشر، وفي كونه نجاة منه، بلاء الخير، وقوله تعالى: {وإذ تأذن ربكم} هذا من قول موسى لبني إسرائيل أي اذكر لهم إذ أعلم ربكم مقسماً لكم {لئن شكرتم} نعمي بعبادتي وتوحيدي فيها وطاعتي وطاعة رسولي بامتثال الأوامر واجتناب النواهي {أزيدنكم} في الانعام والاسعاد {ولئن كفرتم} فلم تشكروا نعمي فعصيتموني وعصيتم رسولي أي لأسلبنها منكم واعذبكم بسلبها من ايديكم {ان عذابي لشديد} فاحذروه واخشوني فيه، وقوله تعالى: {وقال موسى} أي لبني إسرائيل {إن تكفروا أنتم} نعم الله فلم تشكروها بطاعته {ومن في الأرض جميعاً} وكفرها من في الارض جميعاً {فان الله لغني} عن سائر خلفه لا يفتقر إلى احد منهم {حميد} أي محمود بنعمه على سائر خلقه، وقوله: {ألم يأتكم} هذا قول موسى لقومه وهو يعظهم ويذكرهم: {الم يأتيكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم} أي لا يعلم عددهم ولا يحصيهم {إلا الله}، {جاءتهم رسلهم بالبينات} أي الحجج والبراهين على صدق دعوتهم وما جاء به من الدين الحق ليعبد الله وحده ويطاع وتطاع رسله فيكمل الناس بذلك ويسعدوا، وقوله: {فردوا أيديهم} أي ردت الامم المرسل اليهم إلى افواهم تغيظاً على أنبيائهم وحنقاً، أو اشاروا اليهم بالسكوت فاسكتوهم رداً لدعوة الحق التي جاؤوا بها، وقالوا لهم: {إنا كفرنا بما أرسلتم به} أي بما جئتهم به من الدين الإسلامي والدعوة اليه، {وإنا لفي شك مما تدعوننا اليه مريب} أي موقع في الريبة التي هي قلق النفس واضطرابها بها لعدم سكونها للخبر الذي يلقى اليها، وهذا ما زال السياق طويلاً وينتهي بقوله تعالى: {واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد}.من هداية الآيات: 1- مشروعية التذكير بنعم الله لنشكر ولا نكفر.2- وعد الله تعالى بالمزيد من النعم لمن شكر نعم الله عليه.3- كفر النعم سبب زوالها.4- بيان غنى الله تعالى المطلق على سائر خلقه فالناس ان شكروا لأنفسهم وإن كفروا كفروا على أنفسهم أي شكرهم ككفرهم عائد على انفسهم.5- التذكير بقصص السابقين وأحوال الغابرين مشروع وفيه فوائد عظيمة.
|